المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تنشر رسالة تطالب صناع القرار في العالم بالضغط على الحكومة السعودية لإطلاق سراح المفكر سلمان العودة
فيما يلي نص الرسالة:
إلى من يهمه الأمر؛
الموضوع: سلمان العودة- معتقل سياسي لدى النظام السعودي
دون مراعاة لظروف عائلته الصعبة والمأساوية، قام النظام السعودي باعتقال سلمان العودة في سبتمبر/أيلول 2017 بعد مرور أشهر قليلة على حادث أليم فقد فيه العودة زوجته، ليصبح هو بعد ذلك كل شيء لأفراد الأسرة خاصة أطفاله الصغار الذين غدا لهم الأب والأم والمربي.
وكما لم يكن العودة شخصاً عادياً لأسرته، لم يكن كذلك بالنسبة للمجتمع، إذ يعتبر من أشهر العلماء والمفكرين في السعودية والعالم الإسلامي، لطالما دعا إلى تجديد الخطاب الديني، وأطلق حملات من أجل السماح للشعب بالمشاركة السياسية داخل المملكة، كما له العديد من المؤلفات المؤثرة مثل “طفولة قلب (سيرة ذاتية)” و “أسئلة حول الثورة” و “أسئلة حول العنف”.
كان العودة صاحب قلم حر وصوت ناقد لكل الممارسات التي لا تتناسب مع القيم العامة للحريات والديموقراطية ما جعله هدفاً للاضطهاد من قبل الحكومات المتعاقبة على المملكة العربية السعودية.
على سبيل المثال، وبسبب انتقاده للحكومة السعودية، قامت المباحث العامة باحتجازه من سبتمبر/أيلول 1994 وحتى يوليو/تموز 1999 دون محاكمة.
وفي سبتمبر/أيلول 2017 اعتقلته قوات أمن الدولة السعودية، وبعد مرور عام بدأت محاكمته -لازالت جارية- أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بعد أن وجه المدعي العام إليه حوالي 37 تهمة تتعلق بخطاب العودة السلمي الداعي إلى الإصلاح، وطالب بسببها المحكمة بتطبيق عقوبة الإعدام عليه.
تعرض العودة لسوء المعاملة داخل مقر احتجازه، حيث تعمد محققو أمن الدولة حرمانه من النوم والأدوية اللازمة، ومنذ يناير/كانون الثاني 2018 تلقت الأسرة معلومات أفادت تدهور حالته الصحية بصورة كبيرة.
في 17 يناير/كانون الثاني 2018، قال مصدر مطلع لعائلة العودة أن سجن ذهبان -الذي كان يحتجز فيه العودة في البداية- إنه مريض للغاية، وفي 13 فبراير/شباط 2018، زارته الأسرة للمرة الأولى، بعد احتجازه بمعزل عن العالم الخارجي لمدة خمسة أشهر وكان واضح عليه علامات التعب والإجهاد.
خلال تلك الزيارة، أبلغ العودة عائلته عن تعرضه لسوء المعاملة، وقال إنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من احتجازه، أثناء وجوده في سجن ذهبان، قام الحراس بتقييد قدميه بالسلاسل وعصبوا عينيه أثناء نقله من زنزانته إلى غرف الاستجواب والتحقيق. استجوبه المحققون لأكثر من 24 ساعة متواصلة عدة مرات، ولم يسمحوا له بالنوم، وأضاف أنه في إحدى المرات وأثناء احتجازه داخل الزنزانة وهو مقيد اليدين، ألقى الحراس عليه كيس طعام بلاستيكي دون أن يفكوا الأصفاد، لقد كان الوضع مأساوياً، إذ كان عليه أن يفتح الكيس ويلتقط الطعام بفمه، مما تسبب في تلف أسنانه، وبالإضافة إلى ذلك حرمه مسؤولو السجن من الدواء اللازم حتى يناير/كانون الثاني 2018.
لم يقو جسد العودة على تحمل سوء المعاملة المطول هذا، ليتم نقله في منتصف يناير/كانون الثاني 2018 إلى المستشفى لبضعة أيام بسبب ارتفاع ضغط الدم بصورة مقلقة أثارت مخاوف خطيرة حول حياته.
علاوة على ذلك، تعرض لسوء المعاملة في سجن الحائر الذي كان ينتقل إليه لحضور جلسات المحاكمة، حيث كان يحتجز في زنزانة صغيرة، مساحتها حوالي مترين في مترين (ستة أقدام في ستة أقدام)، بدون حمام، لساعات طويلة قد تصل إلى يوم.
وأثناء عمليات النقل بين سجني ذهبان والحائر، كان يتم تعصيب عينيه وتقييد يديه ورفعه في الهواء وإلقائه في مؤخرة سيارة نقل، لم يتم توفير مقعد للجلوس، ما كان يعرضه للاصطدام بسقف السيارة وأرضيتها أثناء سيرها.
في أواخر عام 2019 تم نقله إلى سجن الحائر، وهناك ظل محتجزاً في الحبس الانفرادي بمعزل عن العالم الخارجي دون السماح له بالتواصل مع العائلة منذ منتصف مايو/أيار 2020 وحتى منتصف سبتمبر/أيلول 2020،
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أبلغ الأسرة أنه عندما زار الطبيب، أخبره الطبيب أنه فقد نصف بصره ونصف سمعه، ولا زالت حالته الصحية في تدهور بسبب استمرار تعريضه للإهمال الطبي من قبل السلطات السعودية.
وأخيراً، وبعد عرض هذه المأساة التي يتعرض لها السيد العودة داخل محبسه، نطالبكم باتخاذ الإجراءات اللازمة والتحرك العاجل لضمان الإفراج عنه وتمكينه من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، فالعودة لم يرتكب أي جريمة، بل هو سجين رأي، اعتقل لممارسته حقه في التعبير بحرية عن أفكاره.