حضر المفكر السعودي الدكتور سلمان العودة جلسة محاكمة سريعة جداً مقيدا بالسلاسل، بحسب نجله عبدالله العودة.
وأكد عبدالله – وهو أيضاً مدير منطقة الخليج بمركز الديمقراطية للعالم العربي بواشنطن – في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، أن والده حضر جلسة سرية في المحكمة المتخصصة بالرياض.
وقال: “جيء بالوالد مقيداً بالسلاسل مثل كل مرّة، وكانت جلسة سريعة جداً رفعوها للتداول، وحددوا جلسة مقبلة في يوليو/تموز المقبل”.
وفي سبتمبر/أيلول 2017، أوقفت السلطات السعودية مفكرين وأكاديميين وناشطين في البلاد، أبرزهم، سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، بتهم “الإرهاب والتآمر على الدولة”، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.
وفي 14 فبراير/شباط 2019، كتب نجل العودة مقالا أوضح فيه أن “تغريدة غير مباشرة لوالده عن الأزمة الخليجية، ورغبته في تحقيق المصالحة أغضبت الحكومة السعودية، واعتبرتها انتهاكا جنائيا”.
وقال إن “المحققين قالوا للوالد إن تبنيه موقفا محايدا من الأزمة السعودية القطرية، وعدم وقوفه مع الحكومة السعودية يُعد جريمة”.
وفي 5 يناير/ كانون الثاني الماضي، صدر بيان “العلا” عن القمة الخليجية الـ41 بمدينة العلا شمال غربي السعودية، معلنا نهاية أزمة حادة اندلعت في 5 يونيو/حزيران 2017، بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وعلى إثرها عاد نجل العودة وكتب مقالاً تساءل خلاله عن سبب بقاء والده في السجن، رغم أن حصار قطر انتهى، مشيرا إلى ضرورة الإفراج عن جميع المواطنين السعوديين الذين وجدوا أنفسهم وسط النزاع، وسجنوا خلال الأزمة التي استمرت ثلاثة أعوام ونصف.
وقبل عدة شهور؛ أعلن عبدالله العودة، أن والده “فقد تقريبا نصف سمعه ونصف بصره” وفق طبيب السجن، وأنهم “لا يزالون يريدون أذاه”، مشيرا إلى أنه يتعرض “للأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج”.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد حمّلت السلطات السعودية مسؤوليّة المضاعفات الصحية الخطيرة التي يعاني منها العودة (63 عاما) والناتجة عن الإهمال الطبي المتعمد ضده وسجنه لسنوات في العزل الانفرادي.
وشددت في بيان على أن العودة ومثله الكثير من المعتقلين – على غرار نسيمة السادة، وسمر بدوي، وصلاح حيدر، ووليد أبو الخير، وعصام كوشك، ورائف بدوي، وعبد الرحمن السدحان، وغيرهم من الأجانب المعتقلون على خلفية قضايا سياسية – إنّما يخضعون لمحاكمات هزلية توزَّع الاتهامات فيها بصورة جزافية أمام قضاء مسيّس ينبثق من منظومة فاسدة ومتهالكة.
وطالبت المنظّمة كافة النشطاء والكتاب والصحفيين المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية بإيلاء قضية المعتقلين في السجون السعودية أهمية قصوى، والضغط على السلطات السعودية من أجل الإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي، وخاصة الذين يعانون منهم من ظروف صحية خطيرة.