عبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عن صدمتها من البيان الأخير لوزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط، جيمس كليفرلي، والذي تزامن مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة إلى أكثر من 230 قتيلاً (بما في ذلك 65 طفلاً على الأقل) بسبب العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي بدأ في 10 مايو/أيار، مؤكدة أنه مخز صادم من قبل حكومة المملكة المتحدة التي تدعي احترام حقوق الإنسان.
وكان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي قد صرح في بيان مجلس العموم يوم الأربعاء (19 مايو/أيار) قائلا: “إننا ندين بشدة هذه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس والجماعات الإرهابية الأخرى التي يتعين عليها إنهاء حملات تحريضها على إسرائيل ووقف إطلاق الصواريخ بشكل دائم… ولا يوجد مبرر لاستهداف المدنيين”.
وأوضح كليفرلي أن “إسرائيل لها حق مشروع في الدفاع عن النفس وحماية مواطنيها من الهجوم”، مضيفاً “عند القيام بذلك، من الضروري أن تكون جميع الإجراءات متناسبة، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، وأن تبذل قصارى جهدها لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين”.
تصريحات كليفرلي تظهر بوضوح النفاق البريطاني الحكومي في التعامل مع معايير حقوق الإنسان وتقييم الأمور خاصة حينما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي، فقد رأى العالم أجمع عبر جميع وسائل الإعلام المتاحة أن الإجراءات الإسرائيلية غير متناسبة مع القانون الدولي مطلقا، فالغالبية العظمى من القتلى والجرحى كانوا من المدنيين داخل القطاع المُحاصر، وقتلهم لا يخدم أي غرض سوى ترهيب شعب غزة والشعب الفلسطيني على نطاق أوسع.
علاوة على ذلك، تعاني غزة من حصار مستمر منذ أكثر من عقد ونصف من قبل إسرائيل وحلفائها الإقليميين (بشكل رئيسي مصر)، حتى أن تطعيمات فيروس كوفيد-١٩ مُنعت من الدخول بأوامر من سلطات الاحتلال، في نفس اللحظة التي كان يتم فيها الاحتفال بتحقيق إنجازات قياسية من جانب برنامج التطعيم الإسرائيلي على المستوى الدولي.
إن بريطانيا حليف قوي منذ زمن طويل لإسرائيل، مبررها الأساسي لذلك هو أن الشراكة مع هذا الحليف “تعزز أمن بريطانيا وتساهم في ازدهارها وتحقيق رفاهيتها والحفاظ على سلامها الإقليمي”، ومع التصريحات الأخيرة لكليفرلي، يبدو أن بريطانيا لم تشارك في صياغة فرنسا لقرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي.
هناك شكوك حول ما إذا كانت الأسلحة المصنوعة في بريطانيا تُستخدم حاليًا ضد سكان غزة، وبطبيعة الحال من الصعب الحصول على إجابة مباشرة من حكومة المملكة المتحدة بعد إبداء رأيها في بيان كليفرلي، لكن الأكيد أن كل هذه العوامل تجعل من بريطانيا شريكاً أساسياً ومتواطئاً في جرائم إسرائيل الوحشية ضد المدنيين في غزة.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تؤكد على رفضها التام لتصريحات كليفرلي وموقف الحكومة البريطانية من الأحداث الحالية في فلسطين، وتدعوها لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل دائم، والتوقف عن إمداد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة التي يتم استخدامها للفتك بالمدنيين.